سلال‮: ‬بوتفليقة‮ ‬ماراهوش‮ ‬رايح

أكد أمس، الوزير الأول عبد المالك سلال، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، باق ومستمر في منصبه، وبعبارة شعبية قال: "بوتفليقة مارهوش رايح"، في إشارة واضحة إلى ترشحه لولاية رئاسية رابعة، فيما عاد ليحذّر من مغبة التلاعب والتهاون اتجاه نعمة الاستقرار الذي تعيشه‮ ‬الجزائر،‮ ‬فصنعت‮ ‬به‮ ‬الفارق‮ ‬بينها‮ ‬وبين‮ ‬دول‮ ‬هبّت‮ ‬عليها‮ ‬رياح‮ ‬ما‮ ‬يعرف‮ ‬بالربيع‮ ‬العربي‮.‬

عبد المالك سلال، الذي كان هدفا منتصف الأسبوع الجاري، لتصريحات نارية أطلقها صوبه أمين عام جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، الذي نعته بـ"اللاعب السيئ" عندما يتعلق الأمر بالسياسة، انتهز فرصة لقائه المجتمع المدني في ختام الزيارة التفقدية التي قادته أمس، لولاية أدرار، ليوجه رسائل سياسية حين استغل سؤالا سابقا لأحد المتدخلين في لقائه بالمجتمع المدني بولاية سطيف، حول مصير الزوايا في مرحلة ما بعد بوتفليقة، حيث قال بالعامية أن أحدهم سأله فيما كانت الزاويا ستزول بذهاب بوتفليقة؟

..مجيبا بقوله: "لصاحب السؤال وغيره أقول أن بوتفليقة ما يروحش، والزوايا ما تروحش" دون أن يضيف على ذلك شيئا، أو يخوض مباشرة في موضوع الانتخابات الرئاسية أو الجدل السياسي القائم، أو حتى الرد على تصريحات سعداني.

سلال الذي أحصى أمس، الزيارة رقم 25 لولايات الجمهورية والثامنة لولايات الجنوب الـ10، رافع مطولا لوحدة الجزائر والجزائريين، مؤكدا أن كل المحاولات التي استهدفت وحدة الجزائريين باءت بالفشل، بداية من المرحلة الاستعمارية إلى اليوم، وقال "لا فرق بين الشمال والجنوب، ولا فرق بين الشرق والغرب ولا بين العرب والأمازيغ جميعنا جزائريون ولا يوجد ما يفرق بيننا، لأننا مازلنا نتوجع للألم الذي أحدثه المستعمر فينا، ونحن الذين احتفلنا بذكرى عيد الثورة الـ59 يوم الجمعة الماضي.

وفي سياق مرافعته للاستقرار قال سلال "الجزائري ذاق ويلات عدم الاستقرار وغير مستعد للمغامرة، لأن الجزائري يسعى للهناء بنفس درجة كرهه ورفضه للحڤرة والتهميش، رافضا اعتبار المال مبعث القوة بقدر ما تشكله قوة شخصية الفرد وإيمانه وتمسكه بدينه مبعثا للقوة".

وفي الشق المتعلق بإقرار التوازن بين الشمال والجنوب، ذكر مسؤول الجهاز التنفيذي، أن الحكومة أقرت إجراءات استثنائية لدفع التنمية بالجنوب، وحان الوقت لتقييم مدى تطبيق وتجسيد الإجراءات التي أقرتها الحكومة للنهوض بالتنمية في الجنوب، والتكفل بانشغالات قاطني الولايات الجنوبية، مؤكدا أن مهمته كانت بتكليف من الرئيس بوتفليقة، ووعد أن الجنوب سيأخذ حقه، وإذا استدعى الأمر أن يأخذ  أزيد من حقه فسيكون له ذلك، لأن الحكومة تصبو إلى الاستثمار في الرصيد الثقافي والعلمي لولاية أدرار، تحديدا والولايات الجنوبية، مؤكدا أن أدرار التي شغل لفترة واليا على أمورها، تعلم من معايشته لمشايخها الكثير، ونزولا عند شكاوى عدد من الفلاحين المتضررين لصعوبة صرف منتوجاتهم لقرار غلق الحدود الجزائرية مع مالي، أكد سلال أن الحكومة تنظر في إمكانية فتح الحدود مع مالي بصفة دورية مرتين خلال كل أسبوع.

وبخصوص مستقبل الجزائر قال الوزير الأول "الجزائر في الطريق الصواب والاستقرار الذي ننعم به، أنتح نتائج إيجابية على كافة المستويات، مؤكدا بأن هذا الاستقرار بمثابة صمّام الأمان الضامن لتحقيق النمو الاقتصادي والتنموي المرجو، وعاد سلال للحديث مجددا عن الطلب الذي‮ ‬تلقته‮ ‬الجزائر‮ ‬من‮ ‬دول‮ ‬كبرى‮ ‬للعب‮ ‬دور‮ ‬القوى‮ ‬المحورية‮ ‬في‮ ‬المنطقة،‮ ‬أو‮ ‬ما‮ ‬يعرف‮ ‬بدركي‮ ‬المنطقة،‮ ‬مشيرا‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬الطلب‮ ‬مرده‮ ‬الاستقرار‮ ‬الذي‮ ‬صنعت‮ ‬به‮ ‬الفارق‮ ‬مع‮ ‬دول‮ ‬جارة‮.‬

وفي رسالة مشفّرة إلى الجيران قال سلال: "الجزائر رفضت لعب دور الدركي في المنطقة، كما أنها تنآى عن إعطاء الدروس للآخرين، لمساعدة من يطلب عونها لأن الجزائر الرسمية والشعبية ناس تاع خير وليس بينهم الشرير"، مستدركا "حتى وإن دفعنا دفعا لفعل الشر فلن يكون سوى بمقدار قليل جدا"، وهي العبارة التي تحمل إشارة ضمنية إلى توتر العلاقات المغربية ـ الجزائرية، بفعل استدعاء المملكة لسفيرها وواقعة الاعتداء على القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء وتدنيس العلم الوطني، وهي التصرفات التي قابلتها الجزائر برفض أسف المغرب و"اعتذارها" عن‮ ‬واقعة‮ ‬تدنيس‮ ‬العلم‮.  ‬

0 التعليقات:

إرسال تعليق

thepart2

thepart2