اعتبر رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام في حوار أجرته معه الشروق، أن هناك إشاعات و"دعايات" تروج هذه الأيام في الجارة المغرب، مفادها أن "الجزائر أخذت أرضهم.."، كما تنفخ تلك الإشاعات والدعايات النار في مواقف الجزائر تجاه القضية الصحراوية.
وكشف أن هناك "..أناسا وأطرافا يحركون الرأي العام المغربي.."، من أجل خلق بلبلة بين الجارتين الجزائر والمغرب، ولم يستبعد بلعيد عبد السلام، أن تكون هناك أطراف أجنبية وراء هذه التطورات، خاصة وأن "الجزائر كانت مستهدفة من قبل قوى أجنبية معروفة..".
ويوقع غدا الجمعة رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام بدار خطاب للنشر كتابه الجديد الصادر باللغة الفرنسية تحت عنوان "الوحدة الاقتصادية في المغرب.. هل هي ممكنة؟"، وجاء صدور هذا الكتاب في ظل الأزمة الدبلوماسية التي نشهد فصولها هذه الأيام بين الجزائر والمغرب، على خلفية الإساءة للراية الوطنية، واقتحام مقر القنصلية العامة للجزائر بالدار البيضاء المغربية.
ويعد بلعيد عبد السلام من السياسيين الجزائريين الذين خبروا جيدا ملف المفاوضات التي كانت تهدف إلى إقامة صرح المغرب العربي الكبير ما بين سنوات 1966 و1977، وهذا الكتاب يؤرخ لتلك المرحلة بأحلامها وخيباتها.
في هذا الحوار أيضا، يقدم بلعيد عبد السلام قراءته لما يجري من تطورات بين الجزائر والمغرب، ويسمي الأطراف الضليعة في أحداث الدار البيضاء، كما يقرأ بعض الخطوط العريضة لكتابه الجديد.
ماذا تقول وأنت ستوقع كتابا جديدا عن الوحدة الاقتصادية المغاربية عشية الأزمة الدبلوماسية التي بدأت فصولها بين الجزائر والمغرب، وهل تزامن صدور هذا الكتاب مع الأحداث المذكورة هو مجرد صدفة؟
نعم..، هذه مجرد مصادفة.
هل ترى أن هذه المصادفة أو الصدفة ستخدم كتابك الجديد؟
لا أدري، الأمر يتوقف على محتوى الكتاب، وعلى ما سيقول الناس عنه، فالكتاب خاص بالماضي، وهو يتناول أشياء حدثت.
هل تتوقع أن تكون وراء ما جرى مؤخرا من إساءة للرموز الوطنية الجزائرية بالدار البيضاء المغربية أياد أجنبية؟
هذا ممكن على كل حال، لأن الجزائر كانت دائما مستهدفة من قبل قوى أجنبية معروفة..، وهذا شيء معروف، ولا يخفى على أحد وجود تلك القوى الأجنبية التي تفتش دائما عن أشياء تحقق من خلالها الإساءة للعلاقات الموجودة بين الإخوة.
هل ترى أن هناك أطرافا أخرى، قد تكون مغربية داخلية، تقتات على مثل هذه المؤامرات، إن صح هذا التعبير؟
شخصيا، أتأسف كثيرا لما حدث خلال الأيام الأخيرة، هناك دعايات وإشاعات تروج في المغرب مفادها أن الجزائر أخذت أرضهم، وتنفخ النار في موقف الجزائر تجاه قضية الصحراء الغربية، كما أن هناك أناسا يحركون الرأي العام المغربي ويريدون خلق بلبلة، خاصة حزب الاستقلال المغربي الذي خسر معركته مع القصر الملكي، وهو يريد استرجاع نوع من تأثيره السياسي، ولتحقيق ذلك سيعمل بعض الأشياء للوصول إلى الهيمنة السياسية في المغرب.
هل تتصور، بما أن كتابك يتناول الوحدة الاقتصادية بين دول المغرب العربي، تحقيق تلك الوحدة، وكثير من المسائل السياسية ماتزال عالقة بين عدد من الدول المغاربية، وعلى رأسها الجزائر والمغرب؟
هذا هو المشكل..، الخلافات السياسية، هي التي أعاقت أن يكون هناك تقدم على المستوى الاقتصادي، هذا بالنسبة للماضي، أما الحاضر، فليس لي فيه رأي.
كنت على رأس وفد الجزائر في المفاوضات التي جرت بين سنوات1966 و1977، والتي كان هدفها تحقيق تقدم على مستوى التكامل الاقتصادي بين دول المغرب العربي..، هل ترى أن تلك المفاوضات المضنية فشلت؟
هناك نوع من الفشل. أعترف أن تلك المفاوضات لم تصل إلى الأهداف المسطرة لها في 1962، وعلى رأسها توحيد صفوف دول المغرب العربي في الميادين الاقتصادية، لكننا لم نصل إلى اتفاقية حول كل القضايا التي كانت مطروحة بسبب توجهات الدول المغاربية يومئذ.. الأمور تغيرت عندهم وعندنا، وليس لي موقف حاليا، خاصة فيما يتعلق بالاتجاهات العامة.
تقتصر في كتابك الجديد حول الوحدة الاقتصادية المغاربية، على دول ثلاث هي الجزائر، تونس والمغرب، لماذا استثناء ليبيا وموريتانيا من هذه الوحدة، ومعروف أن الأبجديات السياسية تتحدث عن المغرب العربي الكبير بأجنحته الخمسة؟
شرحت في كتابي الذي أشرت إليه، لماذا قلت بأن قلب المغرب العربي هو في هذه الدول الثلاث الجزائر، المغرب وتونس، لأن ليبيا كما تعرفون، كانت تحت الاستعمار الإيطالي، وتحررت على كل حال، كنتيجة للحرب العالمية الثانية، وليبيا كانت مسرحا للمعارك التي جرت بين الحلفاء، وتعرفون أيضا أن الإنجليز سلموا ليبيا في النهاية إلى الأمم المتحدة، وقامت هذه الأخيرة بمنح الاستقلال لليبيا.
أما موريتانيا، فكانت تحت الاستعمار الفرنسي الذي ربطها بإفريقيا السوداء، وبالنتيجة الوضعية الداخلية لموريتانيا ليست كوضعيتنا.
تتحدث في كتابك عن الوحدة الأوربية التي تحققت، وهذا يقود مباشرة إلى الحديث في المقابل عن أسباب فشل الوحدة المغاربية، برأيك لماذا تتوحد أوروبا في حين يفشل المغاربيون في تحقيق وحدتهم؟
إذا كان الأوروبيون توحدوا، فلأنهم موحدون سياسيا، ووحدتهم الاقتصادية مركزة بالأساس على وحدتهم السياسية. برأيي لا يمكن أن تكون هناك وحدة اقتصادية، إلا بتحقق وحدة سياسية على أساس نوع من الوحدة في التوجهات السياسية
وكشف أن هناك "..أناسا وأطرافا يحركون الرأي العام المغربي.."، من أجل خلق بلبلة بين الجارتين الجزائر والمغرب، ولم يستبعد بلعيد عبد السلام، أن تكون هناك أطراف أجنبية وراء هذه التطورات، خاصة وأن "الجزائر كانت مستهدفة من قبل قوى أجنبية معروفة..".
ويوقع غدا الجمعة رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام بدار خطاب للنشر كتابه الجديد الصادر باللغة الفرنسية تحت عنوان "الوحدة الاقتصادية في المغرب.. هل هي ممكنة؟"، وجاء صدور هذا الكتاب في ظل الأزمة الدبلوماسية التي نشهد فصولها هذه الأيام بين الجزائر والمغرب، على خلفية الإساءة للراية الوطنية، واقتحام مقر القنصلية العامة للجزائر بالدار البيضاء المغربية.
ويعد بلعيد عبد السلام من السياسيين الجزائريين الذين خبروا جيدا ملف المفاوضات التي كانت تهدف إلى إقامة صرح المغرب العربي الكبير ما بين سنوات 1966 و1977، وهذا الكتاب يؤرخ لتلك المرحلة بأحلامها وخيباتها.
في هذا الحوار أيضا، يقدم بلعيد عبد السلام قراءته لما يجري من تطورات بين الجزائر والمغرب، ويسمي الأطراف الضليعة في أحداث الدار البيضاء، كما يقرأ بعض الخطوط العريضة لكتابه الجديد.
ماذا تقول وأنت ستوقع كتابا جديدا عن الوحدة الاقتصادية المغاربية عشية الأزمة الدبلوماسية التي بدأت فصولها بين الجزائر والمغرب، وهل تزامن صدور هذا الكتاب مع الأحداث المذكورة هو مجرد صدفة؟
نعم..، هذه مجرد مصادفة.
هل ترى أن هذه المصادفة أو الصدفة ستخدم كتابك الجديد؟
لا أدري، الأمر يتوقف على محتوى الكتاب، وعلى ما سيقول الناس عنه، فالكتاب خاص بالماضي، وهو يتناول أشياء حدثت.
هل تتوقع أن تكون وراء ما جرى مؤخرا من إساءة للرموز الوطنية الجزائرية بالدار البيضاء المغربية أياد أجنبية؟
هذا ممكن على كل حال، لأن الجزائر كانت دائما مستهدفة من قبل قوى أجنبية معروفة..، وهذا شيء معروف، ولا يخفى على أحد وجود تلك القوى الأجنبية التي تفتش دائما عن أشياء تحقق من خلالها الإساءة للعلاقات الموجودة بين الإخوة.
هل ترى أن هناك أطرافا أخرى، قد تكون مغربية داخلية، تقتات على مثل هذه المؤامرات، إن صح هذا التعبير؟
شخصيا، أتأسف كثيرا لما حدث خلال الأيام الأخيرة، هناك دعايات وإشاعات تروج في المغرب مفادها أن الجزائر أخذت أرضهم، وتنفخ النار في موقف الجزائر تجاه قضية الصحراء الغربية، كما أن هناك أناسا يحركون الرأي العام المغربي ويريدون خلق بلبلة، خاصة حزب الاستقلال المغربي الذي خسر معركته مع القصر الملكي، وهو يريد استرجاع نوع من تأثيره السياسي، ولتحقيق ذلك سيعمل بعض الأشياء للوصول إلى الهيمنة السياسية في المغرب.
هل تتصور، بما أن كتابك يتناول الوحدة الاقتصادية بين دول المغرب العربي، تحقيق تلك الوحدة، وكثير من المسائل السياسية ماتزال عالقة بين عدد من الدول المغاربية، وعلى رأسها الجزائر والمغرب؟
هذا هو المشكل..، الخلافات السياسية، هي التي أعاقت أن يكون هناك تقدم على المستوى الاقتصادي، هذا بالنسبة للماضي، أما الحاضر، فليس لي فيه رأي.
كنت على رأس وفد الجزائر في المفاوضات التي جرت بين سنوات1966 و1977، والتي كان هدفها تحقيق تقدم على مستوى التكامل الاقتصادي بين دول المغرب العربي..، هل ترى أن تلك المفاوضات المضنية فشلت؟
هناك نوع من الفشل. أعترف أن تلك المفاوضات لم تصل إلى الأهداف المسطرة لها في 1962، وعلى رأسها توحيد صفوف دول المغرب العربي في الميادين الاقتصادية، لكننا لم نصل إلى اتفاقية حول كل القضايا التي كانت مطروحة بسبب توجهات الدول المغاربية يومئذ.. الأمور تغيرت عندهم وعندنا، وليس لي موقف حاليا، خاصة فيما يتعلق بالاتجاهات العامة.
تقتصر في كتابك الجديد حول الوحدة الاقتصادية المغاربية، على دول ثلاث هي الجزائر، تونس والمغرب، لماذا استثناء ليبيا وموريتانيا من هذه الوحدة، ومعروف أن الأبجديات السياسية تتحدث عن المغرب العربي الكبير بأجنحته الخمسة؟
شرحت في كتابي الذي أشرت إليه، لماذا قلت بأن قلب المغرب العربي هو في هذه الدول الثلاث الجزائر، المغرب وتونس، لأن ليبيا كما تعرفون، كانت تحت الاستعمار الإيطالي، وتحررت على كل حال، كنتيجة للحرب العالمية الثانية، وليبيا كانت مسرحا للمعارك التي جرت بين الحلفاء، وتعرفون أيضا أن الإنجليز سلموا ليبيا في النهاية إلى الأمم المتحدة، وقامت هذه الأخيرة بمنح الاستقلال لليبيا.
أما موريتانيا، فكانت تحت الاستعمار الفرنسي الذي ربطها بإفريقيا السوداء، وبالنتيجة الوضعية الداخلية لموريتانيا ليست كوضعيتنا.
تتحدث في كتابك عن الوحدة الأوربية التي تحققت، وهذا يقود مباشرة إلى الحديث في المقابل عن أسباب فشل الوحدة المغاربية، برأيك لماذا تتوحد أوروبا في حين يفشل المغاربيون في تحقيق وحدتهم؟
إذا كان الأوروبيون توحدوا، فلأنهم موحدون سياسيا، ووحدتهم الاقتصادية مركزة بالأساس على وحدتهم السياسية. برأيي لا يمكن أن تكون هناك وحدة اقتصادية، إلا بتحقق وحدة سياسية على أساس نوع من الوحدة في التوجهات السياسية
0 التعليقات:
إرسال تعليق