سلال.. سباق ضد الساعة لزيارة كل الولايات قبل الرئاسيات
دخل الوزير الأول عبد المالك سلال، في سباق مع الزمن، فرضه العد التنازلي للاستحقاق الرئاسي، هذا الموعد ألزم سلال على الرفع من ريتم زياراته الميدانية، وخرجاته الشعبية، حيث يرتقب أن تصل زياراته لولايات الجمهورية، ثلاث زيارات في الأسبوع الواحد، ليتواصل إسهام هذه الزيارات في ارتفاع أسهمه في بورصة التخمينات السياسية والتأويلات الإعلامية.
فقد حقق وزير الموارد المائية في حكومة أحمد أويحيى، خلال سنة من تفويضه مهمة تسيير شؤون قصر الدكتور سعدان، ما لم يحققه أيّ رئيس حكومة منذ تولي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الحكم، وانتزع من ثقة هذا الأخير ما لم ينتزعه غيره من سابقيه.
الوزير الأول الذي بدأ الأسبوع الجاري بزيارة قادته إلى ولاية غرداية، سيكون غدا الأربعاء على موعد مع زيارة تفقدية أخرى تحط به بولاية سيدي بلعباس، كما سيكون منتظرا الأحد القادم بولاية سطيف، ليسجل بذلك سلال نزوله لثلاث ولايات في أسبوع واحد، ويبدو من خلال الحركية الجديدة لعبد المالك سلال، أنه دخل في سباق مع عقارب ساعة الرئاسيات، التي يبدو أنها داهمته والقواعد التي تحكمها ستفرض عليه "حظر التجوال" وعدم مغادرة مكتبه بمجرد استدعاء الهيئة الناخبة، وعلى اعتبار أن خليفة أحمد أويحيي أبان عداء لعمل المكتب والاجتماعات التي تتناول الأرقام الصماء، منذ تعيينه وزيرا أولا راهن على زيارة ولايات الجمهورية الـ48 والتي تمكن من زيارة نصفها خلال 11 شهر، منها 6 ولايات من مجموع الـ 10 ولايات التي تشكل مجموع الولايات الجنوبية.
رهان مدير الحملة الانتخابية لـ"مرشح الإجماع" في الرئاسيات السابقة في "الطواف" بولايات الجمهورية أصبح مهددا بضيق الوقت، وأجندته الحكومية، ورغم أنه حاول إبعاد شبهة الحملة الانتخابية على خرجاته الميدانية، التي أكد أنها تدخل في صلب مهامه التي يتقاضى عليها أجرا، إلا أن العديد من المتابعين ينظرون إليها على أنها حملة إنتخابية مسبقة، خاصة وأنها تكاد تكون مطابقة لخرجات بوتفليقة قبيل رئاسيات 2004 و2009، رغم أنها تحمل عنوانا كبيرا هو الزيارات التفتيشية لتقييم ومتابعة سير وتنفيذ برنامج رئيس الجمهورية عوض الاكتفاء بالتقارير القادمة من الولايات والتي كشفت التجربة عدم جدواها.
وبغض النظر على هذه القراءات تعتقد أوساطا متابعة لحركية سلال، أن "القنابل" التي نجح هذا الأخير في تفكيكها، وتوليه تسيير "شؤون البيت" أثناء غياب ومرض الرئيس، أكسبته نقاطا إضافية وأسهم جديدة، سواء عند بوتفليقة، أو عند "شركاء" صناعة القرار داخل دواليب الحكم، بدليل تجديد الثقة في شخصه في التعديل الحكومي الأخير وبصمات سلال التي كانت بادية ضمن هذا التعديل، فوفاء الرجل لمدرسة الإدارة وحنينه لسلك الولاة جعله يقحم 4 ولاة ضمن الفريق الحكومي.
كما أن ثقة الرئيس في سلال تبدو واضحة للعيان وجعلت بوتفليقة يفوضه مهمة تمثيله في مناسبات دولية، وأكد في أكثر من مرّة أن "شؤون الدولة تسير في غياب الرئيس" الذي كان بمستشفى فال دوغراس للعلاج، ولعدّة أسابيع ظهر الوزير الأول مسيّرا لملفات سياسية واقتصادية كانت مصنفة في خانة الحصري جدا ضمن صلاحيات رئيس الجمهورية، ويبدو أن حرص سلال على النزول لكامل الولايات يندرج في خانة المهمة فوق العادة وتوسيع مهامه التي فاقت مهام رئيس الحكومة وابتعدت بأميال كبيرة عن مهام الوزير الأول، وإن كان الكثير ينظر الى توسيع صلاحيات سلال "تمثيل لشخص الرئيس" كما لا يعتبره مراقبون أبدا "استحواذا" على الصلاحيات، بقدر ما ينظر إليه على أنه ضمانا لسيرورة سير المؤسسات الرسمية في ظل استمرار فترة نقاهة الرئيس.
وبعيدا عن عزم الوزير تكثيف النشاط الميداني، وتحديه عامل الزمن وسباقه مع موعد الرئاسيات يبقى الأكيد أن مصير سلال ومستقبله السياسي، والأدوار المرسومة له ستتضح برأي متابعين، بمجرد الكشف عن مضامين تعديل الدستور القادم، وكذلك طبعا محلّ الرئيس من إعراب رئاسيات 2014.

0 التعليقات:
إرسال تعليق